الإمام الحسن عليه السلام

نسبه الشريف ولادته مدح
أولاده  نقش خاتمه كنيته ولقبه
رثائه عليه السلام رجوعه للمدينة مناقبه
 وفاته عليه السلام

اللهم صل على السيد المجتبى، والسبط المرتضى، المقتول بالسم النقيع، والمهدوم قبره ظلما وعدوانا في البقيع، عداوة للهادي الشفيع، صاحب الأيادي والمنن، الإمام بالنص أبي محمد الحسن

 

 

 

 

نسبه الشريف

الاسم : الحسن بن علي عليه السلام

الكنى : أبو محمد

الألقاب : الزكي ، المجتبى

يوم الولادة : مساء الإثنين ليلة الثلاثاء

شهر الولادة : 15شهر رمضان

عام الولادة : 3بعد الهجرة

أمه الطاهرة : فاطمة الزهراء عليها السلام

نقش خاتمه : العزة لله وحده

يوم الوفاة : ضحى الخميس

شهر الوفاة : 7صفر

عام الوفاة : 50من الهجرة

علة الوفاة : سمته جعده بنت الاشعت

عدد الأولاد : الذكور12، الإناث6

 

 

ولادته

ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان على الصحيح المشهور بين الخاصة و العامة »و قيل«في شعبان و لعله اشتباه بمولد أخيه الحسين عليه‏السلام سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة و قيل غير ذلك و لكن المشهور الأثبت أحد هذين.و هو أول أولاد علي و فاطمة عليهماالسلام.فلما ولد الحسن قالت فاطمة لعلي سمه فقال ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فجاء النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله فأخرج إليه فقال: اللهم إني أعيذه بك و ولده من الشيطان الرجيم و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى و في أسد الغابة عن أبي أحمد العسكه النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله حسنا و لم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهليو  روى الكليني بسنده عن الصادق عليه‏السلام قال عق رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله عن الحسن بيده و قال باسم الله عقيقة عن الحسن و قال اللهم عظمها بعظمه و لحمها بلحمه و دمها بدمه و شعرها بشعره اللهم اجعلها وقاء لمحمد و آله )و في رواية( عق عنه بكبشين أملحين.ل الرواية أنه عق عن الحسن و الحسين بكبشين أملحين كما في طبقات ابن سعد من أنه عق عنهما بكبشين فوقع اشتباه في النقل، و أعطى القابلة فخذا و دينارا و حلق رأسه و أمر أن يتصدق بزنة شعره فضة فكان وزنه درهما و شيئا و قيل بل أمر أمه أن تفعل ذلك قال ابن الصباغ فصارت العقيقة و التصدق بوزن الشعر سنة مستمرة عند العلماء بما فعله النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله في حق الحسن و طلى رأسه بالخلوق و قال الدم فعل الجاهلية ، و في أسد الغابة بسنده عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب أنها قالت يا رسول الله رأيت كان عضوا من أعضائك في ي قال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبن قثم فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم.

 

 

مدح الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

ومن رائع شعر الفرطوسي في أهل البيت عليهم السلام قصيدة « مولد الزكي » التي نظمها في مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام وهي من أجمل قصائده الولائية وأروعها ديباجةً وبياناً. يقول في مطلعها :

ونسقتها فـي سلك شعـري قوافيـا

*

سموت بفكـري فالتقطت الدراريا

ولطفتهـا حتى استحـالت أغـانيـا

*

وقطعـت أوتـار الفؤاد نـوابضاً

أطلّت علـى الدنيا شموعـاً زواهيا

*

وأسرجت من روحي ذبال عواطف

أرصـع ثغر الـدهر فيهـا أمانيـا

*

هنـالك بعثـرت الدراري فتـارةً

وأجعلهـا بـاسم الـولاء نثـاريـا

*

وطـوراً أزف العاطفات عـرائساً

وقـد عطّرته مـن شذاها غـواليا

*

ورحت لهاتيك الأغاريد مـن فمي

واسكبهـا خمراً مـن الحب صافيا

*

أوقعهـا لحناً مـن القلب خـالصاً

لآلـي أفـراحٍ تنيــر الليـاليــا

*

وأنثرهـا في مـولد السبط بهجـةً

وأحمـل للزهـراء فيها التهـانيـا

*

أزف بهـا للمرتضى خالص الولا


ثم يحلّق الشاعر في عالم خياله وسماء فكره ليواصل تسجيل عواطفه الجياشية ، وتخليد أحاسيسه الفياضة في هذه المناسبة العطرة :

يعطّـر بالأنفـاس حتـى الأقاحيـا

*

تفتحت الأكمام عـن كـل مبسـم

تلاطف بالبشرى الضحى المتهاديـا

*

وأشرقت الأضواء مـن كل بسمة

من النفس أضحت للأماني مراعيـا

*

ورفرفـت الآمالُ فـوق خمـائل

لبكر مـن الأشعار تسبي الغـوانيـا

*

وأسفرت الأستار عـن كل جلوة

ووجه الثرى برداً من اللطف ضافيا

*

وساد الهنا حتى اكتسى افق السما

أطـلّ عليهـا بالبشـائر زاهيـا

*

وأزهـرت الدنيـا بنور مبـارك

من الحسن الزاكـي ينير الدياجيا

*

تلألأ فـي بيت النبـوة مشرقـاً

تنزّل كـالقرآن بـالحق هاديا

*

إمام الهدى من ذروة العرش نوره

 للشيخ عبد المنعم الفرطوسي رحمه الله

**********

 

 

كنيته ولقبه

الحسن المُجتبى .. 
العابد الزاهد التقي الزكي ، أول السبطين والريحانتين، وثاني الأئمة الميامين صلوات الله وسلامه عليهم 
أجمعين ، 
فهو الزكي والسبط الأول وسيد شباب أهل الجنة والأمين والحُجة والتقي .. 
كُنّي عند العامّة بأبي محمد وعند الخاصّة بأبي القاسم ، 
أبوه سيد البلغاء والفصحاء ، وأمه سيدة النساء الصديقة الزهراء وأخوه الحسين سيد الشهداء . 
ولله در ابن شهر آشوب إذ يقول : 
الامام المؤتمن ، منيم الثار والاحن ، صاحب السم والمحن ، قالع الصنم والوثن ، واضع الفرائض والسنن ، أبو محمد الحسن ، ناعش ذوي المقربة ، ومطعم يوم المسغبة ، علم منشور ، ودر منثور ، ودين مذكور ، وسيف مشهور ، من منبع الانبياء ، ومن منجر الاوصياء ، ومن مزرع الزهراء ، وفي اهل العباء والكساء ، معدن السخاء ، شجرة الصفاء ، ثمرة الوفاء ، ابن خير الرجال وخير النساء ، كلمة التقوى ، العروة الوثقى ، سليل الهدى ، رضيع التقي ، غيث الندى ، غياث الورى ، ضياء العلى ، قرة عين الزهراء ، وولي عهد المرتضى ، اشبه الخلق بالمصطفى ، مرضي المولى ، الحسن المجتبى ، قبلة العارفين ، وعلم المهتدين ، وثاني الخمسة الميامين ، الذي افتخر بهم الروح الامين ، وباهل بهم الله المباهلين ، منبع الحكمة ، معدن العصمة ، كاشف الغمة ، مفزع الامة ، ولي النعمة ، عالي الهمة ، جوهر الهداية ، طيب البداية والنهاية ، صاحب اللواء والراية ، اصل العلم والدراية ، محل الفهم والرواية ، والفضل والكفاية ، واهل الامامة والولاية ، والخلافة والدراية ، جوهر صدف النبوة ، ودر بحر احمدية ، تاج آل محمدية ، ونور سعادة نسل ابراهيم ، سراج دولة اصل اسماعيل ، السبط المبجل ، والامام المفضل ، أجل الخلايق في زمانه وافضلهم ، واعلاهم حسبا ونسبا وعلما ، واجل واكمل ، سيد شباب اهل الجنة ، خدمته فرض على العالمين ومنة ، وحبه للمسلمين من النيران جنة ، ومتابعته على الموحدين واجب لا سنة ، عنصر الشريعة والاسلام ، وقطب العلوم والاحكام ، وفلك شرايع الحلال والحرام ، شمس اولاد الرسول ، وقرة عين البتول ، سماوة الهلال ، وقامع اهل الضلال ، ومن اصطفاه الله الكبير المتعال ، ثمرة قلب النبي ، قرة عين الوصي ، ومن مدحه الله العلي ، الحسن بن علي . 

 

 

نقش خاتمه

في الفصول المهمة : )العزة لله وحده( و  في الوافي و غيره ع الرضا عليه‏السلام )العزة لله(  و في عنوان المعارف للصاحب بن عباد )الله أكبر و به أستعين( و  في الوافي و غيره عن الصادق عليه‏السلام أن نقش خاتم الحسن و الحسين عليهماالسلام )حسبي الله( بوابه

سفينة مولى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآلملك عصره- معاوية.

 

 

أولاده

كان له خمسة عشر ولدا ما بين ذكر و أنثى و هم: زيد، أم الحسن، أم الحسين، أمهم أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية. الحسن، أمه خولة بنت منضور الفزارية. عمر. القاسم عبد الله، أمهم أم ولد. عبد الرحمن، أمه أم ولد. الحسين الملقب بالأثرم. طلحة، فاطمة أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي. أم عبد الله. فاطمة. أم سلمة. رقية، لأمهات شتى و لم يعقب منهم غير الحسن و زيد.

 

 

مناقبه عليه السلام

 شدة محبة النبي صلى‏الله‏عليه‏وآلهفي تذكرة الخواص روى أحمد بن حنبل في المسند بسنده عن البراء بن عازب: رأيت رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله واضعا الحسن على عاتقه و هو يقول اللهم إني أحبه فأحبه - متفق عليه و في رواية فأحب من يحبه.و رواه أبو نعيم في الحلية بسنده عن البراء إلا أنه قال من أحبنييحبه. و روى أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة في حديث فجاء النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله فجلس بفناء بيت فاطمة عليهاالسلام. إلى أن قال فجاء الحسن يشتد حتى عانقه و قبله و قال اللهم أحبه و أحب من يحبه - متفق عليه. و عن كتاب بشارة المصطفى عن يعلى بن مرة قال خرجنا النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله و قد دعي إلى طعام فإذا الحسن عليه‏السلام يلعب في الطريق فأسرع النبي صلى‏الله‏عليه‏وآله أمام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة هاهنا و مرة هاهنا يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في رقبته و الأخرى على رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال حسنأنا منه أحب الله من أحبه )اه( .

و روى ابن شهرآشوب في المناقب أن رجلا سأله فأعطاه خمسين ألف درهم و خمسمائة دينار و قال ائت بحمال يحمل لك فأتى بحمال فأعطاه طيلسانه و قال هذا كرى الحمال. و جاءه بعض الأعراب فقال أعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف درهم فدفعها إليه فقال الأعرابي يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي و أنشر مدحتي فأنشا الحسن عليه‏السلام يقول: نحن أناس نوالنا خضل

تواضعه عليه السلام

حكى ابن شهرآشوب في المناقب عن كتاب الفنون و كتاب نزهة الأبصار أن الحسن عليه‏السلام مر على فقراء و قد وضعوا كسيرات على الأرض و هم قعود يلتقطونها و يأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء فنزل و قال فإن الله لا يحب المتكبرين و جعل يأكل معهم ث دعاهم إلى ضيافته و أطعمهم و كساهم.

قال المفيد : فلما بلغ معاوية وفاة أمير المؤمنين عليه‏السلام و بيعة الناس ابنه الحسن عليه‏السلام دس رجلا من حمير إلى الكوفة و رجلا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار و يفسدا على الحسن الأمور فعرف ذلك الحسن فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكو فأخرج و أمر بضرب عنقه و كتب إلى البصرة باستخراج القيني من بني سليم فأخرج و ضربت عنقه.

 

 

رجوعه للمدينة

قال المدائني : أقام الحسن عليه‏السلام بالكوفة أياما ثم تجهز للشخوص إلى المدينة فدخل عليه المسيب بن الفزاري و ظبيان بن عمارة التميمي ليودعاه فقال الحسن عليه‏السلام الحمد لله الغالب على أمره لو جمع الناس جميعا على أن لا يكون ما هو كائن ما استطاعوا )إلى أن ل( فعرض له المسيب و ظبيان بالرجوع فقال ليس إلى ذلك سبيل فلما كان الغد خرج و توجه إلى المدينة هو و أخوه الحسين عليه‏السلام و أهل بيته و حشمهم و جعل الناس يبكون عند مسيرهم من الكوفة فلما صار بدير هند نظر إلى الكوفة و قال: و لا عن قلى فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي و ذماري

قال المفيد : خرج الحسن عليه‏السلام إلى المدينة فأقام بها كاظما غيظه لازما منزله منتظرا لأمر ربه.  

 

رثاء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

جرعته يد الزمان مراراً

أكؤساً ملؤها زعاف وعلقم

فابن هند عليه جرّ جيوشاً

وأقاموا عليه أخث ملحم

طعنته بخنجر يد بغي

اذ لساباط حينما كان أقدم

وعلى رجله أمال عصاه

موصلي أثيم أعمى ملثّم

نهبوا ثقله واردوه في الـ

أرض وما في أولئكم من ترحّم

سلبوه عمامة ورداءاً

حسبوه ـ من بغيهم ـ خير مغنم

نافقت صحبه عليه وسبو

ه عناداً بالنصح اذ ما تكلّم

يا له الله حين سيطر حرب

ولسبّ الوصي، حقداً تقدّم

ابن هند الوضيع، حين تولى

شيعة الطهر، قد أباد وأعدم

وأخيراً جعيدة أردت الطهر

ـ بكأس رافت بشيء من السمّ

مرّقت قلبه المبارك إرباً

حينذاك الإمام استفرغ الدم

ورمت مرئة لجثمانه الطا

هر بالسهم في ضجيج مرسّم

للشاعر آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي

#####

 

 

وفاته عليه السلام

روى الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش عن محمد بن حبيب في‏أماليه عن ابن عباس أنه قال أول ذل دخل على العرب موت الحسن عليه‏السلام . و في مقاتل الطالبيين قيل لأبي إسحاق متى ذل الناس قال حيث مات الحسن و ادعى زياد و قتل حجر بن عدي و كان الحسن عليه‏السلام شرط  معاوية في شروط الصلح أن لا يعهد إلى أحد بالخلافة بعده و أن تكون الخلافة له من بعده.

قال أبو الفرج و أراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شي‏ء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي و سعد بن أبي وقاص فدس إليهما سما فماتا منه أرسل إلى ابنة الأشعث أني مزوجك بيزيد ابني على أن تسمي الحسن و بعث إليها بمائة ألف درهم فسوغها المال و لم يزوجها منه فخلف علها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم و بين بطون قريش كلام عيروهم و قالوا يا بني مسمة الأزواج و كان ذلك بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين .

و قال ابن عبد البر في الإستيعاب قال قتادة و أبو بكر بن حفص : سم الحسن بن علي سمته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي و قالت طائفة كان ذلك منه بتدسيس معاوية إليها و ما بذل لها في ذلك )اه( ، و قال المدائني دس إليه معاوية سما على يد جعدة بنت الأشعث بن قيس زوجة الحسن و قال لها إن قتلته بالسم فلك مائة ألف و أزوجك يزيد ابني فمرض أربعين يوما فلما مات وفى لها بالمال و لم يزوجها من يزيد و قال أخشى أن تصنعي بابني ما صنعت بابن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآلو قال المفيد : لما تم لمعاوية عشر سنين من إمارته و عزم على البيعة لابنه يزيد دس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن عليه‏السلام من حملها على سمه و ضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد فأرسل إليها مائة ألف درهم فسقته جعدة السم فبقي أربعين يوما و مضى لسبيل ، و في تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي قال علماء السير منهم ابن عبد البر سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي و قال الشعبي دس إليها معاوية فقال سمي الحسن و أزوجك يزيد و أعطيك مائة ألف درهم فلما مات الحسن بعث إليها بالمال و لم يزوجها بيزيد قال و حكى جدي في كتاب الصفوة قال ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه أن جعدة هي التي سمته و قال الشاعر في ذلك:

تعزفكم لك من سلوة تفرج عنك غليل الحزن‏بموت النبي و قتل الوصي و قتل الحسين و سم الحسنو قال الصادق عليه‏السلام أن الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين عليه‏السلام و ابنته جعدة سمت الحسن عليه‏السلام و ابنه محمد شرك في دم الحسين عليه‏السلام

وصيته

رواها الشيخ الطوسي في أماليه عن ابن عباس : هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك و لا ولي له من الذل و أنه خلق كل شي‏ء فقدره تقديرا و أنه أولى من عبد و أحق منحمد من أطاعه رشد و من عصاه غوى و من تاب إليه اهتدى فإني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي و ولدي و أهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم و تقبل من محسنهم و تكون لهم خلفا و والدا و أن تدفنني مع رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فإني أحق به و ببيته فإن أبوا عليك فأنشدك اللهلقرابة التي قرب الله عز و جل منك و الرحم الماسة من رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله أن لا تهريق في أمري محجمة من دم حتى نلقى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فنختصم إليه و نخبره بما كان من الناس إو روى الحاكم في المستدرك أنه لما توفي أقام نساء بني هاشم النوح عليه شهرا، و عن أبي جعفر قال مكث الناس يبكون على الحسن بن علي و عطلت الأسواق، قال الشيخ الطوسي في الأمالي : فلما توفي دعا الحسين ابن عباس و عبد الرحمن بن جعفر و علي بن عبد الله بن عباس فأعانوه على غسله و حنطوه و ألبسوه أكفانه و خرجوا به إلى المسجد فصلوا عليه.

قال المفيد : لما مضى لسبيله غسله الحسين عليه‏السلام و كفنه و حمله على سريره و لم يشك مروان و من معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فتجمعوا لذلك و لبسوا السلاح فلما توجه به الحسين عليه‏السلام إلى قبر جده رسول الله صلى‏اللآله ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم و لحقتهم عائشة على بغل و هي تقول ما لي و لكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب و جعل مروان يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة.أ يدفن عثمان في أقصى المدينة و يدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا و أنا أحمل السيف، و كادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم و بني أمية .

و قال سبط ابن الجوزي : قال ابن سعد عن الواقدي لما احتضر الحسن قال أدفنوني عند أبي يعني رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فأراد الحسين عليه‏السلام أن يدفنه في حجرة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فقامت بنو أمية و مروان بن الحكم و سعيد بن العاص و كان واليا علنة فمنعوه و قامت بنو هاشم لتقاتلهم فقال أبو هريرة أ رأيتم لو مات ابن لموسى أما كان يدفن مع أبيه قال ابن سعد و منهم أيضا عائشة و قالت لا يدفن مع رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله أحد. و قال أبو الفرج الأصبهاني : قال يحيى بن الحسن : سمعت علي بن طاهر بن زيد يقوما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا و استعونت بني أمية و مروان و من كان هناك منهم و من حشمهم و هو قول القائل:

فيوما على بغل و يوما على جمل

قال المفيد في تتمة الخبر السابق: فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك )إلى آخر كلامه( و قالحسين عليه‏السلام: و الله لو لا عهد الحسن بحقن الدماء و إن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها و قد نقضتم العهد بيننا و بينكم و أبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا. و مضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف .

و لما بلغ معاوية موت الحسن عليه‏السلام سجد و سجد من حوله و كبر و كبروا معه، ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار و ابن عبد البر في الإستيعاب و غيرهما فقال بعض الشعراء: أصبح اليوم ابن هند شامتا ظاهر النخوة إذ مات الحسن‏يا ابن هند إن تذق كأس الردى تك في الدهر كشي‏ء لم يكن‏لست بالباقي فلا تشمت به كل حي للمنايا مرتو لما أتى نعيه إلى البصرة و ذلك في إمارة زياد بن سمية بكى الناس فسمع الضجة أبو بكرة أخو زياد و كان مريضا فقال ما هذا فقالت له زوجته و كانت ثقفية مات الحسن بن علي و الحمد لله الذي أراح الناس منه فقال اسكتي ويحك فقد أراحه الله من شر كثير و فقد الناس بموته خيرا كثيرا يرحم الله حسنا . ذكره المدائني .

و كانت وفاته عليه‏السلام بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر و قيل في السابع منه و قيل لخمس بقين من ربيع الأول و في رواية الحاكم لخمس خلون منه سنة خمسين من الهجرة أو خمس و أربعين أو تسع و أربعين أو إحدى و خمسين أو أربع و أربعين أو سبع و أربعين أو ثما و خمسين و له »سبع و أربعون سنة« أو »ست و أربعون و أربعة أشهر و ثلاثة عشرة يوما« و قيل غير ذلك و وقع هنا اشتباهات من أعاظم العلماء مثل الكليني و المفيد و الطبرسي بيناها في الجزء الخامس من المجالس السنية .

و قبض رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله و له »سبع سنين و ستة أشهر« و قيل »ثمان سنين« و قام بالأمر بعد أبيه و له »سبع و ثلاثون سنة« و أقام إلى أن صالح معاوية ستة أشهر و خمسة أيام أو ثلاثة أيام على الخلاف في وفاة أمير المؤمنين عليه‏السلام أنها ليلة إحدى و عشرو ثلاث و عشرين من شهر رمضان و قيل غير ذلك كما تقدم و بقي بعد الصلح تسع سنين و تسعة أشهر و ثلاثة عشرة يوما و قيل غير ذلك و الله أعلم .