الإمام محمد الباقر عليه السلام

نسبه الشريف مولده كنيته وألقابه
زوجاته وأولاده عمره وحياته مدحه
بعض الوقائع التي إبتلي بها مجمل عهد ولايته ومعاصروه مناقبه وفضائله
رثاء ما أوصى به عند وفاته علمه
إستشهاده

اللهم صلِ على الجوهر النادر، المتربع على عرش المكارم والمفاخر، ابن بجدة الحلم والتقى بلا مكاثر، أو مفاخر، الإمام بالنص أبي جعفر محمد إبن علي الباقر

 

 

 

 

نسبه الشريف 

الاسم : محمد إبن علي عليه السلام

الكنى : أبو جعفر الأول

الألقاب : شبيه النبي، الزاهر، الباقر

يوم الولادة : الثلاثاء، أو يوم الجمعة((عصراً))

شهر الولادة : غرة رجب الأصم

عام الولادة : 57 من الهجرة

نقش خاتمه : العزة لله جميعاً

يوم الوفاة : ضحوة صباح الأثنين

شهر الوفاة : 7 ذي الحجة

عام الوفاة : 114 من الهجرة

علة الوفاة : سمه هشام في سرجه

المرقد المقدس : البقيع بالمدينة

عدد الأولاد : البنون 5، بنات 2

هو باقر علوم الأولين والأخرين ، ووارث جده خاتم النبيين (ص) ، ومشيد شريعة جده سيد المرسلين ، ومن أوصى له بالخلافة والإمامة بعده أبوه زين العابدين (ع) وخليفة الرسول الخامس ، وهو الذي قيل بشأنه أن رسول الله (ص) قال لجابر بن عبدالله الأنصاري (رض) : إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي .....(ع) أسمه أسمي وشمائله شمائلي ، يبقر علم الدين بقراً ، أي يشقه شقاً ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام .
أما نسبه لأبيه فهو الإمام محمد بن الإمام علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ، الملقب بالباقر . أما أمه فهي فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي (ع) أي أن أباه زين العابدين (ع) كان متزوجاً من أبنة عمه ، فالإمام الباقر (ع) كان أول هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين .

 

 

مولده

ولد الباقر (ع) في المدينة المنورة ، يوم الجمعة الأول من شهر رجب المرجب ، من السنة السابعة والخمسين من الهجرة النبوية الشريفه .

 

 

كنيته وألقابه

أما كنيته فهو (( أبو جعفر )) وأما القابه ، فهي: "باقر العلوم " و تخفف فيقال "الباقر " ، والشاكر لله ، والهادي .

 

 

مدح الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام

بالسيد العلم الإمام الباقر

أثني بكل فمي بمدح عاطر

والأم: ألزهراء ذات مآثر

من جدّه المبعوث أحمد ذو العلى

نحو الإمام، على لسان (الجابر)

قد أبلغ المختار خير تحية

فهو العليم بما مضى والغابر

بقر العلوم وغاص في أوساطها

إذا ما رقى للدرس صهو منابر

تنساب كالشلال منه معارف

ويداه جوداً كالسحاب الماطر

عيناه كالمصباح تجلو في الدجى

وهناك مستفت لملاء محاضر

في داره تلقى هنا مستعطياً

وتراه مثل عباب بحر ذاخر

العلم في جنباته متموّج

يبكي إلى الله الودود الغافر

في الليل كالنساك يلبس برنسأ

إذ ما يسير على الأديم الزاهر

أخلاقه مثل النسيم لطافة

في جنبه مثل الصبي الصاغر

في هيبة أخاذة، فكبارهم

للناس من أهوال يوم آخر

يهدي إلى سبل الرشاد محذّراً

 للشاعر آية الله  السيد محمد الشيرازي

######
 

 

عمره وحياته بشكل عام 

عاش (ع) سبعاً وخمسين سنة ، منها ثلاث سنوات مع جده الحسين (ع) ، وبعدها مع أبيه الإمام السجاد (ع) خمساً وثلاثين سنة إلا شهرين ، ثم كانت إمامته (ع) بعد وفاة أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، فعمره (ع) بمقدار سنوات عمر جده الحسين (ع) وأبيه السجاد (ع) .
أما حياته : فقد شهد (ع) في بداية حياته الشريفه واقعة الطف ، ومجزرتها علي أيدي الأمويين وأنصارهم من اهل الكوفة ، وعاش المحنة التي مرت على اهل البيت في طفولته ورافق الرزايا ، والمصائب التي توالت على أبيه زين العابدين (ع) وبعد أبيه ما تقرب العشرين سنة من حكام الجور في ذلك العصر ، وبعد أبيه ما يقرب العشرين سنة.

ولقد نص على إمامته وخلافته الإمام زين العابدين عليهما السلام في كثير من المناسبات منها قوله : ألا وأنه الإمام أبو الأئمة معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ......الخ .

 

زوجاته وأولاده

 

تزوج الإمام الباقر (ع) زوجات عديدة ، وولد له منهن سبعة اولاد ، خمسة ذكور وبنتان ، أولهم وأفضلهم الإمام السادس أبو عبدالله جعفر محمد الصادق (ع) وهو الإمام الموصى إليه بعد أبيه ، وثانيهم عبدالله وقد يشار إله بالفضل والصلاح ، وأمهما فاطمة المكناة بام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة .
وإما بقية أولاده (ع) فهم عبيدالله ، وإبراهيم ، وعلي ، وأم سلمة ، وزينب ، وهم من أمهات شتى .

 

مناقبه وفضائله

)أحدها( العلم: في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة في قوله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان و الله محمد بن علي منهم و يأتي قول أبي زرعة لعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.و عن أبي نعيم في الحلية أنه سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله و أعلمني بما يجيبك و أشار إلى الباقر عليه‏السلام فسأله فأجابه فأخبر ابن عمر فقال إنهم أهل بيت مفهمون.
و في حلية الأولياء : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي ميمون حدثنا أبو مالك الجهني عن عبد الله بن عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم.
و في إرشاد المفيد : أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا محمد بن القاسم الشيباني حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن أبي مالك الجهني عن عبد الله بن عطاء المكي ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين و لقد رأيت الحكم بن عتيبة (2) بالمثناة الفوقية ثم الموحدة مصغرا. مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه. و في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي قال عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب.قال يعني بالحكم : الحكم بن عتيبة و كان عالما نبيلا جليلا في زمانه )اه( و قد روى ذلك عن عطاء كما سمعت أما أبو نعيم و المفيد فروياه عن عبد الله بن عطاء كما سمعت و كذا محمد بن طلحة في مطالب السؤول .و يكفي في ذلك تلقيبه بباقر العلم كما مر، و اشتهاره بهذا اللقب بين الخاص و العام في كل عصر و زمان.و في مناقب ابن شهرآشوب قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين ألف حديث .
و روى المفيد في الإختصاص بسنده عن جابر الجعفي : حدثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا أبدا.و قال المفيد لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليهماالسلام من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الآداب ما ظهر عنه إلى آخر ما ذكره و سيأتي ذكر من أخذ عنه من عظماء المسلمين من الصحابة و التابعين و الفقهاء و المصنفين و غيرهم.و قد أخذ العلماء عنه و اقتدوا به و اتبعوا أقواله و استفادوا من فقهه و حججه البينات في التوحيد و الفقه و الكلام

 

مجمل عهد إمامته ومعاصروه من طواغيت بني امية 

بدأت إمامة الباقر (ع) في عهد الوليد بن عبدالملك ، وقد استمرت إمامته (ع) بقية خلافة الوليد ، ثم خلافة أخيه سليمان بن عبدالملك ثم خلافة عمر بن عبد العزيز ، فيزيد بن عبدالملك ، فخلافة هشام بن عبدالملك . وهنا تختلف الروايات في شخص أخر خليفة أموي عاصره الإمام ، فبعضها ترى ان استشهاد الإمام الباقر (ع) كان في عهد هشام بن عبد الملك هذا . وهو قول الشيخ الطبرسي في إعلام الورى - وهذا الرأي هو الأرجح - ، وبعضها ترى ان الإمام عاش بعد هشام في عهد أبن أخيه الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، وبعضها ترى انه (ع) عاش بعد الوليد أيضاً في عهد عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وإبراهيم بن الوليد بن عبدالملك .

 

بعض الوقائع التي ابتليى بها الإمام (ع) مع الطواغيت

إن وقائع هذا الإمام المظلوم المسموم (ع) مع خلفاء بني أمية هؤلاء ومع سواهم من الحساد والمتنكرين ، لإمامته ، والمصائب والمحن التي لقيها من اولئك وهؤلاء لكثيرة لا يسع المقام لذكرها ، وقد تحملها الإمام (ع) صابراً محتسباً ، كما تحمل قبله أباؤه وعمه (الحسن) عليهم السلام ، وكان كالطود رسوخاً وشموخاً وتعالياً وكرامة .

ومثله وربما ألعن منه وأكثر كفراً وحقداً ومحاربة لآ ل رسول الله ، عمه هشام بن عبدالملك الذي مرّ في سيرة السجاد (ع) ما كان ينقمه هذا اللعين على الإمام الرابع والد الباقر (ع) من احترام الناس له ولبيته ، وكيف حاول الأزراء بالإمام وتوهينه ، مما أثار الشاعر الفرزدق ، وحبسه على قصيدته الغراء التي تقدمت .

ولم يقل هشام ايداء وتوهيناً للإمام الباقر (ع) من ايذائه وتوهينه لأبيه( ع) ، فقد أمر هشام باشخاص الباقر (ع) مقيداً من المدينة المنورة إلى دمشق الشام ، إمعاناً في إذلاله وتعذيبه ، بل يقال أنه هو الذي قتله .

 

علمه

كان الإمام الباقر (ع) بحراً في العلم ، وكان في المعرفة الذروة التي لا يبلغها بالغ ، ولذا كان لقب (( باقر العلم )) منطبقاً عليه تمام الأنطباق ، ولذا كان أيضاً يتهيبه سلاطين بني أمية ، وخاصتهم بسبب مكانته العظمى بين العلماء وبين الناس ، فما كانوا يجدون سبباً يتخذونه ذريعة للبطش بالإمام (ع) ، إلى أن اضطروا إلى قتله بالسم سراً .

وعرف عليه السلام بمنطقه وقوة حججه في المجادلات الفقهية والكلامية وفي أحكام الشريعة الغراء ، وكانت له مجالس مع علماء زمانه الذين كانوا يقصدون لسألون ويناقشون ويستفيدوا منه سلام الله عليه .

 

ما أوصى به عن وفاته

 

روى الكليني في الكافي بسنده إلى الرضا عليه‏السلام قال : قال أبو جعفر الباقر عليه‏السلام حين احتضر إذا إنا مت فاحفروا لي و شقوا لي شقا فإن قيل لكم إن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله لحد له فقد صدقوا )أقول( و ذلك لأنه عليه‏السلام رأى أن الشق أصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به و إن كان اللحد أفضل.
و روى الكليني بسنده عن الصادق عليه‏السلام قال : إن أبي استودعني ما هنالك )يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الأنبياء و وداعهم( فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون.
و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع و أن يحل عنه إطماره عند دفنه.ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال أنه لم يوصى إليه فأردت أن تكون لك الحجة. أراد أن يعلمهم أنه وصيه و خليفته و الإمام من بعده.
و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه‏السلام قال : إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم فأدخلت عليه أناسا منهم فقال يا جعفر إذا أنا مت فغسلني و كفني و ارفع قبري أربع أصابع و رشه بالماء فلما خرجوا قلت يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته و لم ترد أن أدخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني أردت أن لا تنازع )أي لا تنازع في الإمامة و الخلافة من بعدي متى علموا أنك وصيي( .
و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه‏السلام قال : كتب أبي في وصيته أن اكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة و ثوب آخر و قميص فقلت لأبي لم تكتب هذا فقال أخاف أن يغلبك الناس و أن قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل و عممني بعمامة و ليس تعد العمامة من الكفن إنما يعد ما يلف به الجسد.
و روى الكليني في الكافي بسنده أن أبا جعفر أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه و كان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.
 

 

 

رثاء الإمام محمد الباقر عليه السلام

 

أضاء وجه العلمِ و الرسومي          بنورِ وجهِ باقر العلومي

تعساً و بؤساً لهشام الشومي          من هتكهِ لباقر العلومي

أيطلب الرميُ من الإمامي          مع الرماة من علوج الشامي

و كم دمٍ محرمٍ أراقوا          سالت بهِ الحجازُ و العراقُ

كم هتكوا من النبي حرمته          كم جّزروا جزرَ الأضاحي لحمته

الشيخ محمد الدماوندي .

**********

يا زماني هذا حالي          اشخلت بقلبي الليالي

آنا الباقر قلبي ذاب          شافت عيني جم امصاب

*********

أعرض صور للفاجعة          و أشرح بداية عمري

و شفت المصايب و المحن        و الباري هو اليدري

بدور الطفولة شاهدت          دم أهل بيتي يجري

و اتيسرت و آنا طفل          هذا الحصل من دهري

يا هضم أكَدر أقوله          شيّبت من الطفولة

قلبي اتصوب جم اصواب          شافت عيني جم امصاب

*********

آنا الذي بعيني شفت          جدي وقع بالمصرع

و اتوجهت خيل العده          اعلينا و شملنه اتوزع

ذاكَ الوضع و آنا طفل          وين اتجه وين اطلع

و اسمعت صرخت والدي          يبني يا الباقر ارجع

اركض و دمعاتي تجري          فوضت للباري أمري

من هالموقف قلبي انصاب          شافت عيني جم امصاب

*********

وين اطلع اسلك يا درب          خيل و زلم متحشده

الوادي السلام اتوجهت          صرخه بدمع متحده

و ناديت وينك يا علي          يالتحضر بكل شده

أطفالك احنه وهالدهر          جار و عبر عن حده

نزلت استار المصيبة          حلت الليلة الرهيبة

من عقب أهلنا الغيّاب          شافت عيني جم امصاب

*********

راح النهار اليمره          و عشنه بمرارة خوفه

و الليل اجانه و بالهضم          هالليل صرنه انشوفه

لمن طلع وجه الفجر          رحنه بيسر للكوفه

و اليسر حالة اتميزت          عل الحرم ما مألوفه

بالمصايب لوعوني          امن الطفولة و يسروني

من هالوضع راسي شاب          شافت عيني جم امصاب

*********

راحت مصيبة كربله          و عشت المصاب و همه

بدور الشباب اتحيرت          و دنيايه صارت ظلمه

اتحملت لوعة والدي          و جَف المصايب سمّه

بيدي دفنته بحفرته          و ادفنت قلبي يمه

هذا طبعك يا زماني          يعجز بوصفك لساني

من افعالك ظني خاب          شافت عيني جم امصاب

*********

اعليمن أعاتب دنيتي          شيفيد عتبي اعليها

دنيانه أولها الجِفت          طبع الغدر تاليها

اقضيت عمري بالحزن          دمعة حزن أجريها

و الروح كَوس النايبة          بسهم المحن راميها

و كل مصايبنه الشفتها          من الطفولة اللي عشتها

أنحب لفراق الأحباب          شافت عيني جم امصاب

 

 

استشهاده

استشهد الإمام الباقر (ع) بسم دسه له الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب الإمام (ع) عليه، عندما أرجعه من دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه منها إلى الشام . وكان ذلك السلطان علىالأرجح -هشام بن عبدالملك (لع) ، وقد كان الإمام (ع) سميناً ، فسرى السم من السرج إلى لحمه ، فأثر في رجله ثم أمرضه ثلاثة أيام ، وقبض (ع) يوم الأثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام من سنة أربع عشرة ومئة من الهجرة النبوية المباركة بالمدينة المنورة .
وقد أوصى (ع) إلى أبنه عبدالله بن جعفر الصادق (ع) بالإمامة بعده ، وأودعه ودائع الإمامة ، وجدد له وصاياه وتعاليمه ، وكان في جملة وصاياه ان يشقوا قبره كما لحد لرسول الله (ص) وعين ثمان مئة درهم لمأتمه ، وكان يرى ذلك من السُّنة المقدسة .
ثم اوصى بوقف من ماله لِنوادب يندبنه عشر سنين ، أيام منى من الحج ، واوصى بعمامة وبردٍ وأثواب أخر لكفنه وروي عنه انه قال (( إن الموتى يتباهون بأكفانهم )) ثم قضى نحبه (ع) مظلوماً شهيداً مسموماً ، ودفن في البقيع من المدينة المنورة ، في البقعة التي فيها العباس بن عبد المطلب ، أي حيث دفن أبوه السجاد وعمُّ أبيه الحسن المجتبى (ع) ، بقرب جدته فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) .