تـــــنور بــالأبـــلــــــــــــــــج الأروع1
|
|
فداءً لمثـــواك مـــن مضجـــــــــــــع
|
روحاً، ومن مسكها أضـــــــــــوع2
|
|
بأعــبق من نفحات الجنـــــــــــــــــــا ن
|
وسقياً لأرضــــــــــك مـن مصــــرع3
|
|
ورَعياً ليومـــــــــــك يـــوم الطفــوف
|
على نهجك النيّــــر المهــــــــــيــــع4
|
|
وحُزناً عليك بحـــبـــــــــــس النفوس
|
بما أنت تأبــاه مــــن مُبـــــــــــــــدع5
|
|
وصوناً لمجدك من أن يُــــــــــــــــذال
|
ـن فذاً، إلى الآن لــــم يشــــفـــــــــــع
|
|
فيا أيها الوتـــــــــــر في الخــالـــــديـ
|
للاهين عــن غــــدهم قــُنــــــــــــــــَّع
|
|
ويا عظة الطامحيـــــــــــن العظــــــام
|
وبورك قبــرك مــــن مفـــــــــــــــزع
|
|
تعاليت من مفـــــــــــزع للحتـــــــوف
|
على جانبيـــه ومــــن رُكّـــــــــــــــع
|
|
تلوذ الدهــــــــــور فمـــــن ســـجــّـــد
|
نسيم الكرامـــة مــــن بلقـــــــــــــــع
|
|
شممت ثراك فهــــــبّ النســـــــــــيـــم
|
ح خدّ تفرّى ولـــــم يضـــــــــــــــرع
|
|
وعفـّرتُ خدّي بحيـــث استــــــــــــــرا
|
ة جالت عليه ولــــم يخشـــــــــــــــع
|
|
وحيث سنابـــــــــــك خيـــــل الطغــــــا
|
بروحي إلـــى عالــــم أرفـــــــــــــــع
|
|
وخلتُ وقد طارت الذكـــــريــــــــــــات
|
بصومعة الملهـــــم
المبـــــــــــــــدع
|
|
وطفت بقبرك طـــــــــــوف الخيـــــــال
|
ـح حمراءَ مبتورة الإصــــبـــــــــــع6
|
|
كأنّ يداً مــن وراء الــــضـــــــــــريــــ
|
ع والضيم ذي شرق مُتــــــــــــرع7
|
|
تمدُّ إلى عــــالـــــمٍ بالخـــنــــــــــــــــو
|
على مذئب منه أو مسبـــــــــــــــع8
|
|
تخبّط في غابـــــة أطبـــــقــــــــــــــــت
|
بآخر معشوشــــب ممـــــــــــــــرع
|
|
لتبدل منه جديــــــب الضـــــــــــميــــــر
|
رَ خوفاً إلى حــــــرمٍ أمــــنـــــــــــع
|
|
وتدفع هذي النفــوس الصـــــــــــغــــــا
|
* * *
|
فإن تـــدجُ داجيــــة يلـــــــــــمــــع
|
|
تعاليتَ من صاعـــــق يلتـــــــــــــــــظي
|
لم تـُنْءِ ضيراً ولـــــــــــم تنفــــع9
|
|
تأرّم حقداً علـــــى الصاعـــــقـــــــــــات
|
وقــد حرّقتــــه ولـــــــــــم تــــزرع
|
|
ولم تبذر الحبّ إثــــر الهشــــــــــــــــيم
|
ولم تأتِ أرضاً ولـــــــــــم تـُدْقِــــع
|
|
ولم تخل أبراجـــــــــــها في السمــــــاء
|
وغلّ الضمائـــــــــــر لـــم تنــــزع
|
|
ولم تقطع الشـــــــــــرّ مــــــن جِذمـــــه
|
عليه من الخلـق الأوضــــــــــــــع
|
|
ولم تصدم الناس فيمــــــا هــــــــــــــــم
|
يدور على المحــور الأوســــــــــع
|
|
تعاليـــــت مــــن (فلك) قطــــــــــــــــره
|
ضماناً على كل مـــا أدّعــــــــــــي
|
|
فيابن البتول وحــــــســـــــــــبي بــــــها
|
كمثلك حـــملاً ولم تــــــــــرضــــع
|
|
ويابن التي لم يضـــــع مثلـــــــــــــــــها
|
ويابن الفتى الحاســــــــــر الأنزع10
|
|
ويابن البطـــــين بلا بـــطـــــــــــنــــــةٍ
|
بأزهر منك ولـم يــــــــــفــــرع11
|
|
ويا غصن هاشـــــم لــــــــــم ينفتــــــح
|
ختام القــــصيدة بالمطــــــــــلــــع
|
|
ويا واصلاً من نشـــيد الخــــــــــلـــــود
|
ن من مسـتقيم من أظـــــــــــلع12
|
|
يسير الــــــــــورى بركــــــاب الزمـــــا
|
د مـا تستجـــــدّ له يَتـْبَــــــــــــــع
|
|
وأنت تـُسيِّرُ ركـــــــــب الخــــــلــــــــــو
|
* * *
|
وردّدت صوتك في مســــــــــمعي
|
|
تمثــّلتُ يومـــــكَ فـي خــــــــــاطــــــري
|
بنقل الــــرواة ولــــــــــم أخــــدَع
|
|
ومحّصتُ أمــــــــركَ لم أرتـــــهـــــــــب
|
بأصداء حـــادثك المفجــــــــــــــع
|
|
وقلتُ: لعــــــلّ دويّ الســنــيــــــــــــــن
|
ة من مرسلــين ومن سُجّــــــــــع
|
|
وما رتـّل المخلصون الــــــدعــــــــــــــا
|
والصبح بالشعــــر والأدمــــــــــع
|
|
ومن ناثـــــــــرات عــليـــــك المســـــاء
|
على لاصق بك أو مدّعـــــــــــــي
|
|
لعلّ السيــاســـــة فيـــــــــمـــــا جـــــنت
|
بحبل لأهليــــك أو مقــــــــــطــــع
|
|
وتشريــــــــــدها كـــــــلّ مـــــن يدّلـــــي
|
ولوعاً بكلّ شجّ مــــولــــــــــــــع
|
|
لعلّ لـــــــذاك وكـــــون الشجـــــــــــــــيّ
|
ـسين بلون أُريد له مــمتـــــــــــع
|
|
يداً في اصطباغ حديـــــــث الحــــــــــــــ
|
يدُ الواثق الملجأ الألمعـــــــــــــي
|
|
وكانــــت ولـــــمّا تـــــزل بـــــــــــــــرزةً
|
وكيف، ومهما تـُرد تصنــــــــــع
|
|
صناعاً متى مــــا تـُـــــرِدْ خُـــــطّــــــــــةً
|
وستر الخداع عن المخـــــــــــدع
|
|
ولما أرخـــــت طـــــلاء القــــــــــــــرون
|
بغير الطبيعــــة لم تطــــبــــــــــع
|
|
أريدُ الحـــــقيقـــــة فـــــي ذاتــــــــــــــها
|
بأعظـــــــم منهــــــــــا ولا أروع
|
|
وجــــــــــدتـــــك في صـــــورة لــــم اُرعْ
|
ن لحمك وقفاً على المبضـــــــــع
|
|
وماذا ! أأروع مـــــن أن يكــــــــــــــــــو
|
ضميـرك بالأســــل الشُــــــــــرّع
|
|
وأن تتقي ـ دون مــا تـــــرتــــــــــــــأي
|
من الأكهلين إلى الـــرضّــــــــــع
|
|
وأن تـُطعِم الموت خيـــــر البــــــــــنيــــن
|
وخير بني الأب مــــن تـبَّــــــــــع
|
|
وخير بنــــــي الأمّ مـــــن هــــــــــاشـــــمٍ
|
ر ، كانــــوا وقــــــاءك، والأذرع
|
|
وخير الصحـاب بخيـــــر الصـــــــــــــــدو
|
ثــــيــاب التقــــاة ولـــــــــــم أدَّع
|
|
وقدّســـــــت ذكـــــراك لم أنتحـــــــــــــــل
|
ـوك يضجّ بجدرانــــــه الأربـــــع
|
|
تقحّمْتَ صدري وريــــــبُ الشـــــكــــــــــ
|
عليّ من القلــــــــق المـفـــزع13
|
|
ورانَ سحاب صفـــــــيــق الحــجــــــــاب
|
والطيبــــيـــــن ولــــــم يقشــــع
|
|
وهبّت ريـــــــاح مـــــن الطـــــــــيبـــــات
|
تأبّى وعاد إلى مـوضـــــــــع14
|
|
إذا ما تزحــــــزح مـــــن مـــــــــوضـــــع
|
ـجدود إلى الشكّ فيما مــــــــعي
|
|
وجازَ بي الشـــكّ فيمـــــا مــــــع الـــــــــ
|
ـل من مبـــــــدأ بـــدم مشــــبــــع
|
|
إلــــــى أن أقمـــــت عليـــــــه الدلــــيـــ
|
وأعطاك إذعانــــة المهطـــــــــــع
|
|
فأسلمَ طـــــوعـــــاً إليـــــك القـــــــيــــاد
|
وقوّمت ما اعــــوجّ من أضلــــعي
|
|
فنوّرتَ ما اظلمّ مـــــن فـــكــــــــرتـــــي
|
سوى العقل في الشكّ من مرجــع
|
|
وآمنـــــــت إيـــــمان من لا يـــــــــــرى |
وفيـــض النــــــــبوة، من منبـــــع |
|
بأنّ الإبــــاء، ووحـــــي السمـــــــــــاء، |
تنزّه عـــــــن عَــــرَض المــطمـــع |
|
تجمّــــــع في جــــوهـــــر خـــــالـــــص |
|
|
|