هِمتُ في الحُسينِ .. ودُموعُ عَيني .. فيهِ لا تَجِفُّ

وكأنَّ  قلبي ..  مِن قديمِ  حُبّي ..   باسمِهِ  يَرِفُّ

حُبُّهُ  عِبادَةْ ..   بالذي  أرادَهْ ..    نُورُها   يَحُفُّ

إنَّ مَن أحَبَّهْ ..  رَبُّهُ أحَبَّهْ ..   فالحسينُ    لُطْفُ

حسينٌ مِنهُ خًيرُ الخلقِ طاها

ومِن طاها  حُسينٌ قد تَناهى

فَمَن  والاهُ  مِنهُ نالَ  جاها

وَمَن عاداه قد  ضَلَّ   وتاها

يا حُسينُ إنّي .. فيكَ حُسنُ  ظَنّي .. فوقَ  أُمنياتي

قد عرَفتُ حُبَّكْ .. وَمشَيتُ دربَكْ .. في مدى حياتي

أنتَ يا إمامي ..   يا  أبا الكِرامِ ..   كُلُّ  ذِكرياتي

لا أرَى بِبالي .. غيرَ خيرِ آلِ ..  مَن بِهِم  نَجاتي

بآلِ البَيتِ مَعقودٌ فُؤادي

أراهُمْ عُدَّتي عِندَ مُرادي

وزادي كُلَّما أفنَيتُ زادي

بِهمْ لا بَدَّلَ اللهُ اعتِقادي
///

إليهِمْ   أنتَمي   ..   هُداةً     سادةً   غُرًّا   مَيامينا

جَرَوْا مَجرَى دَمي .. غَرامًا صادقًا في القلبِ مَكنُونا

تَهَادى في فَمي ..  نشيدًا  يأسِر  الأرواحَ   مَوزونا

ألا  يا  مُلهمي ..   أنِلني    مُنيَتي   ربَّاهُ    آمِينا

ولا تترُكني .. بَعدَهُم  فَردا

وأسعِد عَبدًا .. لم يَجِدْ  بُدّا

يَرَى لُقياهُمْ .. يُؤنِسُ اللَّحدا

أيا سِبطَ الرّسولْ .. جَرت مِنّا دموعُ العينِ مِدرارا

ويا نَجلَ البَتولْ .. تبادلنا حديثَ الحزنِ أعصارا

وما زلنا نقول ..  سنبكي  سادةً  للناسِ  أطهارا

رزاياهُم تَطولْ .. مَدى الأيامِ لا تَعرفُ  إقصارا

حُسينًا نبكي .. نَذرفُ الدمعا

إلى  مَثواهُ ..   أبَدًا   نَسعَى

طوافًا نأتي ..  حَولَهُ   سَبعا
///

سيدي أدمُعي .. لم تَزَلْ تَسيلُ

كم ثوَى في ثرى .. كربلا قتيلُ

مِنكُمُ   مالَهُ  ..   أبَدًا   مَثيلُ

قَطّعَت جِسمَهُ .. حَنَقًا نُصولُ

وعَلَيهِ جَرَت ..  بعدها  خُيولُ

عَلَّهُ  يَشتفي ..  للعِدى غَليلُ

غَيرَ أنَّ الزمَنا .. مِن عِداكُم أمكَنا

فبَدا ما قد جَنى .. وعلا مِنكمْ سَنا

* * *

جِئتُ كربلاءا .. أنظُرُ الفَضاءا .. كُلُّهُ  جُنودُ

الحسينُ فردُ .. والعَدُوُّ حَشدُ ..  مِلؤُهُ    حُقودُ

قد غدا يُنادي .. مَن أخو وِدادِ .. ناصرٌ مُريدُ

فَقَدَ الأحِبَّةْ .. فالخِيامُ  نُدبَةْ ..  حُزنُها  شَديدُ

وقَد أبقَى على الأهوالِ والي

شديدَ البأسِ في سُوحِ القِتالِ

يَراهُ حِصنَ  ربَّاتِ  الحِجالِ

ومأمُولَ   اليتامى  والعِيالِ

لم يَجُدْ بِنَدبِ .. في أُتُونِ حَربِ .. تَلهَبُ اشتِعالا

حَرُّها  شديدُ ..   كُلُّها  حَديدُ ..   لَمَعَت  نِصالا

صانَ مِنهُ بَدرا .. يَسترِدُّ نَهرا ..  إنْ سَطا وَصالا

لو أرادَ نَصرا ..  لَرَماهُ  نَسرا ..  يَخطِفُ  الرِّجالا

هُوَ العبّاس قد ضاقَ اصطِبارا

متَى   يَقدَحُ   بالسيفِ   شَرارا

وعَينَ  الشمسِ   يُعمِيها  غُبارا

إذا   في   عزمةِ   الكرّارِ  ثارا
///

أتَتْهُ زينَبُ ..  بِطفلٍ  غائرِ العينَينِ   ظَمآنا

وراحَت تَنحَبُ .. كفانا مِن أليمِ اليُتمِ ما كانا

أنَبقَى نَندُبُ .. ولا نَلقَى  بماءِ النّهرِ  سُقيانا

فأينَ المَهرَبُ .. أذا لم  تأتِنا  بالماءِ عَجلانا

أتى  مَولاهُ ..  قائلاً  عَفوا

أغِثْ أطفالاً .. كُلُّهم شَكوى

أرادُوا ماءً .. عنهُ مَن يَقوى

بِسَيفٍ مُحكَمِ .. نَحَى العبّاسُ نَحوَ القومِ غَضبانا

كسَيلِ العَرِمِ .. لَهم  دَمَّرَ   فوق   الماءِ    بُنيانا

سَقاهُمْ بالدمِ ..  وما  ذاقَ  زُلالَ   الماءِ  عَطشانا

بِنهرِ العلقمي .. غدا  يَملِكُ  دونَ  القومِ   شُطآنا

أتَى أطفالاً .. فَقدُوا  اللُبَّا

سقاهُم ماءً .. باردًا  عذبا

شفَى أكبادًا .. أنعَشَ القلبا
///

يا تُرَى هل كفَى .. ذلكَ السِقاءُ

أُسرةً  كُلُّهُم ..   حَسرةً   ظِماءُ

لو تَرَوَّى فتًى ..  حُرمَت  نِساءُ

بُحَّ صوتٌ لها .. واختفَى  نِداءُ

يا أبا الفضلِ قد .. قُطِعَ الوِكاءُ

وجَرى الماءُ سُدَى .. لهفَ نفسي بَدَدا

كم  لهُ  مَدُّوا  يَدا ..    وأذابُوا   كبِدا

* * *

قمر  الهواشم ..  عالمنية  عازم ..   من   عرف   مآله

عند ابو الأيمة .. سوا  واخته  لمة ..  حبه   وانحنى  له

قله ياعضيدي .. صبري مو في إيدي .. ودعه ودعى له

ودع   العقيلة ..    والدمع   يسيله ..    واشتعل   خياله

سامحي كفيلش .. بس  الش  عليلش ..  يا عظمها  حاله

على ظهر الفرس جرد حسامه

قصد شاطي النهر شد العمامه

وصاح بصوت  ما تنفع  ندامة

عظيمة اليوم في الزهره الظلامة

يا بني  أمية ..   راحت  الحمية ..   في  الخيم  ظمايا

أعظم المصايب .. طفل قلبه ذايب ..  منه  بس  شظايا

وابو اليمة صابر .. بعدي ماله ناصر .. كل هله ضحايا

ملك الشريعة ..  من هجم يشيعة ..  وعلّا  فيها  راية

ملأ جفه ينادي نفسي  هوني

نفس عباس مو نفس الحسين

إليش  اليوم  بس كاس المنون

أنا  هذا   وفائي   وهذا  ديني
///

حمل جوده  وطلع ..   وعليه المعركة  دارت  دوايرها

وعلى الصهوة ارتفع .. وخلّى الحومة تتزلزل عساكرها

شطر هام او قطع ..  أيادي  امتدّت  لجوده  ببواترها

بطل  كرّ وسطع ..  وغابت  عنّه  عدوانه  بخسايرها

ترك   ميدانه ..  قاصد  العباس

إلى صيوانه .. وحاطته  الأرجاس

يشدّ عنانه ..  والدرع   والطاس

وقف وقفة شهم ..  عليه سهام   تتراكم  غمايمها

رموا عينه بسهم ..  وعين قليبه ما غابت معالمها

وما دام  العلم ..   رفيع  ايمينه  واشماله  يقدمها

وإذا جوده سلم .. إلى زينب يجي بوسطة مخيّمها

وجوده بروحه .. ما سلم جوده

وحسّ جروحه .. بعينه وزنوده

وعدوّه بصيحة .. ضجّت جنوده
///

طلعتِ امن الخيم .. زينب بحزنها

تنظر ابن النبي .. دربه وينه عنها

والقلب منخطف .. من فعل زمنها

رد إليها بحزن ..  وا بدمع حضنها

قلها يا بت علي .. بو الفضل فقدنا

جثة عند النهر ..  الله  بس  وزنها

راح كافل محملي .. راح  بن حيدر علي

قال ما حد ظل الي .. بعده غير الله ولي

4 أغسطس 2022م

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *