بأبي العبّاسُ أفدِيهِ وَليًّا ناصِحا

بَطلٌ تَحسَبُهُ والسّيفَ بَدرًا لائِحا

وإذا أقبَلَ بالرُّمحِ سِماكًا رامِحا

ما رَأى في القومِ إلاّ مُستَبِدًّا جامِحا

فانصاعَ يَخطُبُ بالجَماجمِ والكُلَى * فالسَّيفُ يَنثُرُ والمُثَقَّفُ يَنظِمُ

أوَتَشتَكي العطشَ الفواطمُ عندَهُ * وبِصدرِ صَعدَتِهِ الفُراتُ المُفعَمُ

* * *

وبِحَدِّ السيفِ ماءٌ يَتَجارَى طافِحا

راكبًا في لُجَّةِ الحربِ جَوادًا سابِحا

لم يَزَلْ في زَندِها ضَربًا وطَعنًا قادِحا

مُفرَدًا حتّى على الماءِ تَجَلَّى فاتِحا

قَسَمًا بِصارِمهِ الصّقيلِ وإنّني * في غيرِ صاعِقةِ السّما لا أُقسِمُ

لولا القَضا لمَحا الوُجودَ بسيفِهِ * واللهُ يَقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ

————–

مِن بَرقِ صارمِهِ يُردي أعادِيَهُ .. سيلُ المَنُونِ

مِن بأسِ ساعِدِهِ يَنْهَلُّ جانِبَهُ .. صافي المَعينِ

لَدَيه بأسٌ حَيدرٌ نَمَاهُ

أشْبَهَ فيهِ ذا الفتَى أباهُ

ونالَ مِن والِدهِ نَدَاهُ

ونَجدَةً تُغِيثُ مَن دَعَاهُ

* * *

ما شاقَهُ الماءُ لمّا خاضَ غَمرتَهُ .. عالي الجَبينِ

بل قال للنَّفسِ كَي تَحيَى عَزيمَتَهُ .. يا نفسُ هُوني

مِن عَزمِهِ تَهتَزُّ كربلاءُ

ما هَمَّهُ العسكرُ والظَّماءُ

بَل هَمُّهُ أن يُملأَ السِّقاءُ

لِيَشربَ الصغارُ والنساءُ

—————

سقى العباسُ أطفالاً .. زُلالاً صافيًا عَذبا

وَرَوَّى القومَ أهوالاً .. فما قامُوْا لهُ رُعبا

فَيَدٌ حُسامٌ .. تُرغِمُ كُلَّ عادِ

وَيَدٌ غَمامٌ .. تَرحَمُ كلَّ صَادِ

* * *

لَهُ في الطّفِّ آثارٌ .. ستبقَى تأسِرُ اللُبَّا

فإخلاصٌ وإيثارٌ .. سما أن يُشبِهَ الحُبَّا

حُبُّهُ سَماءٌ .. لا تَعرفُ الحُدودا

حَثَّهُ نِداءٌ .. يَسألُهُ السُّجُودا

هاذاك بأسٌ حَيدرٌ نَمَاهُ

عبّاسُ فيهِ مُشبِهٌ أباهُ

أهدى إليهِ المرتضى نَدَاهُ

بل نَجدَةً مِنهُ لِمَن دَعَاهُ

* * *

مِن عَزمِهِ تَهتَزُّ كربلاءُ

ما هَمَّهُ جيشٌ ولا ظَّماءُ

بَل هَمُّهُ أن يُملأَ السِّقاءُ

كي يَشربَ الأطفالُ والنساءُ

***

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *