اليوم هو الزمان الذي يمتد من شروق الشمس إلى غروب الشمس، أما الليل فهو الزمان الذي يقع بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أما الزمن الذي يقع بين طلوع الفجر وشروق الشمس، الظاهر هو ليس من النهار ولا من اللّيل أو أنه يجمع النهار والليل.

ومجموع ساعات اللّيل والنهار أربع وعشرون ساعة، وكلّما نقص من الليل زاد في النهار وكلما نقص من النهار زاد في اللّيل {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل}.

وعن أبي عبدالله عليه السلام في حديث المفضل: فكّر يا مفضل في مقادير اللّيل والنهار وكيف وقعت على ما فيه صلاح هذا الخلق فصار منتهى كل منهما إذا طال خمس عشرة ساعة لا يتجاوز ذلك، أفرأيت لو كان النهار يكون مقداره مائة أو مائتي ساعة ألم يكن في ذلك بوار كلّ ما في الأرض من حيوان ونبات، أمّا الحيوان فكان لا يهدأ ويقرّ طول هذه المدة، ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار، ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة، وكان ذلك ينهكهما أجمع ويؤديها إلى التلف، أما النبات فكان يطول عليه حرّ النهار ووهج الشمس حتى يجف ويحترق، وكذلك اللّيل لو امتدّ مقداره هذه المدّة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة والتصرّف في طلب المعاش حتى يموت جوعاً، وتخمد الحرارة الطبيعية عن النبات حتى يعفن ويفسد كالذي نراه يحدث على النبات إذا كان في موضع لا تطلع عليه الشمس.

وأما ما جاء في فضائل الأيام ومعانيها وخواصها وما يتقى من المحذور منها.

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا الله فيه، ويوم السبت لآل محمد عليهم السلام، ويوم الأحد لشيعتهم، ويوم الأثنين يوم بني أمية ويوم الثلاثاء يوم لين، ويوم الأربعاء لبني عباس، ويوم الخميس يوم مبارك بورك لأمتي في بكورها فيه.

وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: السبت لنا والأحد لشيعتنا، والاثنين لأعدائنا، والثلاثاء لبني أمية، والأربعاء يوم شرب الدواء، والخميس يقضى فيه الحوائج، والجمعة للتنظيف والتطيب وهو عيد المسلمين، وهو أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الحجة، وكان الغذير أفضل الأعياد وه والثامن عشر من ذي الحجة، وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما من عمل أفضل في يوم الجمعة من الصلاة على النبي وآله.

وروى الصقر بن أبي دلف في خبر طويل، قال: قلت لأبي الحسن العسكري عليه السلام: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا أعرف معناه، قال وما هو؟ قال: قلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟ فقال: نعم، الأيام ما قامت السموات والأرض، فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والأحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين عليهما السلام، والثلاثاء علي بن الحسين وجعفر بن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي أنا، والخميس ابني الحسن بن علي والجمعة ابن ابني وإليه يجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملأها قسطا وعدلاً ملأت جوراً وظلماً، فهذا معنى الأيام، فلا تعادوهم في الدنيا يعادوكم في الآخرة.

وعن النبي صلى الله عليه وآله: لا تسبوا الرياح فإنها مأمورة، ولا تسبوا الجبال ولا الساعات ولا الأيام والليالي فتأثموا وترجع عليكم.

وسأل شامي أمير المؤمنين عليه السلام عن الأيام وما يجوز فيها من العمل فقال عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الأثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس، ويوم الخميس الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *