أُخـتُ يـا زيـنـبُ (أوصـيك) وصايا فاسمعـي
إنَّـني فـي هـذه الأرض مـلاقٍ مصــرعـــي

أي واحسيناهُ أي واحسيناهُ

اللَّيلُ يغشانا فادنـي لـيَ الآنـا
ولتُقـربـي منِّـي قلبـًا وآذانــا
أوصيكِ يا أختي صبرًا وإيمانا
ولتعلمـي أنَّـي (أُذبَحُ) ظمــآنــا

ظـهـرُ عـاشـوراءَ (إنْ) حَـلَّ ببـلـواهُ
فتعـزَّي بعـــــــزاءِ اللهِ أختــــــاهُ
لا تشقِّي الجيبَ لا.. لا تخمشي وجهًا
(صبـرَكِ) اللهُ لهــذا اليــومِ ســـوَّاهُ

إجمعي شملَ اليتامى بعد فقدي وانظمي
أطعمي من جاع منهم ثمَّ أروي من ظمي

أي واحسيناهُ أي واحسيناهُ

أجمعُ من فرّا .. أم أجمعُ الصّبْرا
ماذا سأرويهِم .. ضربي أمِ الزّجرا
فمن ترى أرعى .. يا سيّدي حيرى
أعَلِّلُ الظّامي .. أم (أُطفِؤ الجمرَا)

ولإن (داهمَنا العاشرُ) بالويلِ
(و اقتفت عَينِيَ) آثارَ خطىٰ طفلِ
(لأرى حولَ الخِبا جَيشَ) بَني هِندٍ
(أَوطَأت) ظهرَ اليتامى حافرَ الخيل

====

أخـتـاهُ هذا الحـافـرُ غـدًا بصــدري غـائِـرُ
أحــدَّ مـنْ سيـفٍ.. (أَعمَقَ) مِـن سهـــامِ

لا تجزعـــي والتزمـي بالصَّـبـرِ بينَ الخــيمِ
حتَّـى وإنْ سمعـتِ (تَكَسُّرَ) عـظامـي

إنَّ يـومَ العـاشِــرِ ماثِـلٌ في ناظـري
(يَزحَفُ الموتُ به .. مثلَ سيلٍ غامِرِ)
(ثُمَّ يأتي) بعــدهُ يـومُ مــوتٍ آخــرِ
سوفَ (تُمسِينَ) بِـهِ (في قُيودِ الآســرِ)

=====

أوقعتَ (أَيَّ وَقعةِ .. في القلبِ يابنَ البضعةِ)
(أفزَعتَني) خوفًا عليكَ لا عليَّ

ما كلُّ هذا سيّدي .. (والله ِ) ما مِن جَلدِ
و أيُّ صبرٍ في غدٍ يبقى لَدَيَّ

(كيفَ قُل لي أصبرُ .. وعيوني تُبصِرُ
شَمسَ آفاقِ العُلا .. في الثرى يَعتَفِرُ
وعلى النهرِ أرى .. كيف يَهوي القمَرُ
هان مِن بعدِكُما .. يا أخي لو أُأسَرُ)

=====

لنا اللهُ إذا حلَّ البلاءُ
وفاضتْ بدمانا كربلاءُ
فلا تدعي بويلٍ وثبورٍ
(لِكَي لا) تُطبقَ الأرضَ.. السماءُ

(صبرًا على الرزيَّة .. أنتِ غدًا سَبِيّة وإنّهُ قضاءٌ .. مُقَدَّرٌ أُخَيَّة)

أعانَ اللهُ من خطبٍ مهولِ
على ابنِ المصطفى و ابنِ البتولِ
(بِعَينِ الله ِ ما يجري ونَلقى
(مِنَ الأرزاءِ والخطبِ الجَلِيلِ)

نرضى بما ارتضاهُ .. في كلِّ ما قضاهُ
صلّى عليك دمعي .. مولايَ و الإلهُ

٢

أخـت   (هاتي لي رضيعي)   أره   قبل  الـفراق
فأتت  بالطفـل   لا   يهدأ   والدمـع   مراق

أيْ وارضيعاهُ أيْ وارضيعاهُ

غـارتْ مـآقــيـهِ ممَّـا يُقـاسـيـهِ
كالنَّارِ إذ تسري يسري الظَّما فيهِ
كأنَّــهُ مــيْــتٌ فكيفَ أحيـيـــهِ
أُخــــيَّ لا أدري ماذا سأسقيــهِ

(خُذهُ يابنَ المصطفى مُحتَضِرًا ظامي)
وعن الخدينِ (فامسَح) دمعَهُ الهامي
(عَلَّهُم إنْ شاهدُوهُ غائرًا ذاوٍ
يَرتوي بالماءِ لا مِن رَميةِ الرّامي)

فدعا   في القوم   يا للهِ (مِن خَطبٍ فظيع)
نبئوني  أأنا المـذنب   ام    هذا   الرضيـع

أيْ وارضيعاهُ أيْ وارضيعاهُ

أسـألـكـم هـلاَّ سقيتـمُ الطِّـفـلا
عِدّةَ أيــــامٍ بالمـاءِ ما بُـــــلاَّ
فـلم (يُرَوُّوهُ) وظامـئًا ظـــلاَّ
(وأَنبَتُوا) ظلمًا فـي نحرِهِ نبــلا

واذا بالطفلِ مصروعٌ على صدري
والدَّمُ الطَّاهرُ من منحرهِ يجري
للسَّماوات رميتُ الدَّم قربانًا
(ونَجيعُ) الدَّمَ في كفَّيَّ كالجمرِ

عـدتَ بعبــداللهِ لـي عـدتَ بطيــــرِ الأملِ
فهل سقوهُ (بالدّما أم بالمَعِينِ)

فلتـسـرعـي يا أمَّــــهُ لم يُـروَ إلاَّ دمَــــــــهُ
عـادَ الصَّـغـيـرُ عـادَ (مقطوعَ الوَتِينِ)

ودعي الطفل الظَّمي (عانِقِيهِ) والثمي
وامسحي عن وجههِ كلَّ آثار الدَّمِ
(وانزَعي سهمًا سَطا .. بينَ صدرٍ وفَمِ
ودّعيهِ بالأسى وعليه سلِّمي)

غــدًا إذا حـلَّ البــلا (ومادَ) وادي كـربلا
تقطعُ رأسَ الطِّفلِ أشباهُ الرجالِ

رأسُ الصَّـغـيـر الذِّابـل يرفـعُ فـوق العـاسـلِ
(أوداجُهُ تَنزِفُ بالسُّمرِ الطِّوالِ)

رأسهُ المنتهبُ بالدِّما (مُختَضِبُ)
ثوبَهُ أم روحهُ (جَرَّدُوا) واستلبوا
(كَملاكٍ) ولدي نحرهُ لِمْ صوَّبوا؟
لِمَ أسقوهُ الرَّدى هل تراهُ مذنبُ؟

إذا القومُ استباحوا الطّفلَ غدرا
ترينيَ مفردًا والجندُ تترى
(يُحيطوني) بأرماحٍ ونبلٍ
فلا أملكُ من أمريَ.. أمرا

(تَرشِقُني الأعادي أَخِرُّ من جوادي
مُجَرَّحًا تَريبًا مُلقًى على الوِهادِ)

يعودُ المهر عنِّي للخيامِ
فإنْ جاءَكِ (مَلوِيَّ) اللَّجامِ
(فإني زينبًا في بَطنِ وادٍ)
(وجيشُ البغيِ) خلفي وأمامي

أختاهُ ما أقولُ وموقفي مهولُ
ففي غدٍ بظلمٍ (تَرُضُّني) الخيولُ

ايها   المهـر   توقف   لا   تحم   حول   الخيام
واترك   الاعوال   كي   لا   يسمع  الآل  الكرام

أي واقتيلاهُ أي واقتيلاهُ

(لا تَصهلَنْ قَهرا .. لا تَفجَعِ الخِدرا
وارفُق بِمَن فيهِ .. مِن مُهجَةِ الزهرا)
فالخدرُ أطفالٌ .. أكبادُها حرّا
(و الكُلُّ من خوفٍ .. يَلوذُ بالحورا)

(إنَّها تَرجِفُ مِن خوفٍ على الحامي
وهيَ تدري أنّهُ مُستَفرَدٌ ظامي
جِئتَها فاستَيقَنَت أنّ الهدى أضحى
جَسَدًا مُلقىً على حَرِّ الثرى دامي)

فتك     العصفور     بالصقر     فيا     للعجب
ذبح    الشمر   حسيناً   غيرة   اللـه   اغضبي

أي واقتيلاهُ أي واقتيلاهُ

(قاتَلَهُ اللهُ .. طاغٍ وأخزاهُ
فأيُّما مرقًى .. راقٍ تَرَقّاهُ)
و أيُّ قِدِّيسٍ .. طٰه مُحيّاهُ
تُفرَكُ مِنْ نَعلٍ .. (لُؤمًا) ثناياهُ

بأبي من (تُصعِدُ) الأنفاسَ للخَطبِ
(نحوَهُ مُسرِعةً) مفزوعةَ القلبِ
و ترى (مُهجتَها يَفحَصُ) بالتُّرْبِ
(وبسوطٍ لاهِبٍ تُوسَعُ بالضّربِ)

=======

(لهفي لها) تُطارَدُ .. و ما (لها مُسانِدُ)
(ولم يُراعوا جدَّها إذ رَوَّعُوها)

(أحبابُها قد صُرِّعوا .. وبالسيوفِ قُطِّعُوا
رؤوسُهُم فوق الرماحِ أشهَروها)

ما بهم من ذِمَمِ .. مثلَ نارِ الخِيَمِ
هجَمَت و انتهكَت .. حُرُماتِ الحَرَمِ
هذهِ تَستُرُ ذي .. تِلكَ بينَ الحِمَمِ
فاطميَّاتُ التُّقى .. حافياتُ القدَمِ

و مَنْ لسُقمِ العاجزِ .. مِن هجمةِ المُناجِزِ
أعانَهُ اللهُ على ما سوفَ يلقى

يُقادُ (بالسلاسِلِ .. إلى لئيمٍ سافِلِ)
ما بَعدُ هذا من مآسٍ تتبّقى

وا لظى السلاسِلِ .. وا أسى المقاتِلِ
(حاسِرًا يُسرى بِهِ .. في ضَليعٍ هازِلِ)
أيَّ أجسادٍ يرى .. أيَّ خطبٍ ذاهلِ
حينَ غَرْسِ الرووسِ (في) .. (قِمَمِ) العواسِلِ

========

هنا للشامِ تنساقُ الفواطِمْ
و بالرّمضا ستبقى آلُ هاشِمْ
جليلٌ واقعُ الأرزاءِ فيهِمْ
مريرٌ مُقْرِحٌ للظّهرِ قاصِمْ

بالدّينِ أيُّ كسْرة .. بالقلبِ أيُّ حسرة
بالصّدرِ أيُّ جَمرة .. من عَبْرةٍ و (زفرة)

(ويا للهِ من عُظمِ الرزيّة)
إذا (ما فارقت) روحُ رُقيَّة
و من يلقى الذي (لاقَتهُ حتمًا)
(مِنَ الحزنِ تُوافيهِ المنيّة)

للهِ ما تُلاقي .. داميةُ المآقي
من أعظمِ الرزايا .. في آخرِ العِناقِ

========

الرادود حسين هزيم و جعفر عبدالرضا

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *