إمامته عليه السلام 


ذكرنا سابقاً أن الإمام الحسن العسكري (ع) لم يُخلف غير الإمام صاحب العصر (عج) ، فلما ولد (ع) حجبه عن الناس وعن اعين الظالمين ، وكان يبالغ كثيراً في ستره وابعاده عن متناول الأخصام إلى أن استشهد الإمام العسكري (ع) وكان الإمام المهدي (عج) يومئذِ في الخامسة من عمره الشريف .


حينئذٍ انتقلت الإمامة إليه (ع) وهو في هذا السن الصغير وأتاه الله الحكمة والكرامة وفصل الخطاب ، وكان ذلك سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة . وقد نص أبوه الإمام العسكري (ع) على إمامته (ع) من بعده بل إن جده الإمام الهادي (ع) حين نص على إمامة ولده أبي محمد الحسن العسكري (ع) فذكر أن الإمام بعده هو ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً .


لذا ، لما استشهد والده الإمام العسكري (ع) أجمع الشيعة بعده ، استناداً إلى أنه لا بد لكل زمان من إمام ، واستناداً إلى الحديث الذي صحَّ عند جميع المسلمين على تفرق مذاهبهم واختلاف آرائهم أن رسول الله (ص) قال ونصه : { من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية } . وأجمعوا على إمامته (ع) بعد أبيه الإمام العسكري (ع) ، وأنه هو الإمام الثاني عشر ، وأنه هو المهدي المنتظر الذي بشَّر به النبي (ص) والأئمة (ع) من بعده وأنه هو إمام زماننا الحاضر وكل زمان أت ، إلى أن يظهر سلام الله تعالى عليه ، ويُعم الأمن والسلام ، وينشر الإسلام على الأرض قاطبة ، ويقيم العدل والأحسان فيها .


وبعد استشهاد الإمام العسكري (ع) قام الإمام المهدي (ع) بتجهيزه وتغسيله وصلى عليه ، وآخر مرة شوهد في دار والده (ع) ، ثم غاب عن انظار الأشرار .


ولئن غاب الإمام منذ ذلك – وما يزال – عن الأبصار فإن غيابه ، إنما هو كا ستتار الشمس وراء الغيم ، وإذا عجزت العين المجردة عن رؤيتها ، فإن ذلك لعجزها عن اختراق الحُجُب . وهذا لا يعني أن الشمس غير موجودة ، وفائدتها غير معلومة ، فكذلك الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وسوف نتحدث عن ذلك لاحقاً .


ومن الدلائل على إمامته (ع) ما روي عن عبدالله بن عمر قال : سمعت الحسين بن علي -(ع) – يقول : ( لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كذلك سمعت رسول الله يقول ) .


وروي عن الإمام الباقر (ع) عن أبيه وجده عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) {المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً }.


وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخرج في اخر الزمان رجلٌ من ولدي ، اسمه كاسمي ، وكنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، فذلك هو المهدي .


وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه ، يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ، ويتولى الأئمة الهادية من قبله ، أولئك رفقائي وذو ودي ومودتي } .


وهناك روايات وأحاديث كثيرة العدد مختلفة النصوص ، رواهما الفريقان ، وللمزيد تراجع المصادر السنية على الخصوص :
صحيح البخاري ج 4 ، كتاب بدء الخلق ، باب نزول عيسى (ع) . وصحيح مسلم ج 8 ، ومسند أبي داود : كتاب المهدي ، وسنن الترمذي ج 2 ، وسنن المصطفى ج 2 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ، وشرح النهج لابن أبي الحديد .


 

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *