مكة المكرمة


قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمكة، ما أطيبك من بلدة وأحب إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت.


وعن عبد الرحمن بن سابط قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن ينطلق إلى المدينة استلم الحجر وقام وسط المسجد والتفت إلى البيت، فقال إني لأعلم ما وضع الله في الأرض بيتاً أحب إليه منك، وما في الأرض بلد أحب إليه منك، وما خرجت عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجوني.


وقال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السمواتساق الحديث إلى أن قال-: ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي.


وفي مسائل ابن سلام، قال ابن سلام سائلا النبي صلى الله عليه وآله: فأخبرني عن ثلاث من رياض الجنة في الأرض أين تكون، قال يا ابن سلام أولها مكة وثانيها بيت المقدس وثالثها محمد.


وعن جابر الجعفي، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: إن الله اختار من الأرض جميعاً مكة واختار من مكة بكة، فأنزل في بكة سرادقاً من نور محفوظاً بالدر والياقوت، ثم أنزل في وسط السرادق عمداً أربعة، وجعل بين العمد الأربعة لؤلؤة بيضاء وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت وجعل فيها نوراً من السرادق بمنزلة القناديل، وكان له أعمد أصلها في الثرى، والرؤوس تحت العرش وكان الربع الأول من زمرد أخضر، والربع الثاني من ياقوت أحمر، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض، والربع الرابع من ساطع، وكان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعاً من الأرض وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم، وكان أكبر القناديل مقام إبراهيم، فكان القناديل ثلاثمائة وستين قنديلاً، فالركن الأسود باب الرحمة إلى الركن الشامي فهو باب الإنابة، وباب الركن الشامي باب التوسل وباب الركن اليماني باب التوبة وهو باب آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجة الله في أرضه على خلقه، فلما هبط آدم إلى الأرض هبط على الصفا ولذلك اشتق الله له اسماً من أسم آدم، يقول الله {إن الله اصطفى آدم} ونزلت حوا إلى المروة، فاشتق الله له اسماً من اسم المرأة-وساق الحديث إلى أن قال-: سأل ربه أن يهبط البيت إلى الأرض فأهبط، فصار على وجه الأرض، فكان آدم يركن إليه، وكان ارتفاعها عن الأرض سبعة أذرع وكانت لها أربعة أبواب وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعاً ترابيعة، وكان السرادق مائتي ذراع في مأتي ذراع.


ومن أسماء مكة، قال أبو عبدالله عليه السلام: أسماء مكة أم القرى ومكة وبكة والبساسة كانوا إذا ظلموا بستهم أي أخرجتهم وهلكوا، وأم رحم، كانوا إذا لزموها رحموا.


وإن مكة وسط الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الكلمات التي أختارهن الله لإبراهيم حيث بني البيت، هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وسمى الكعبة لأنها وسط الدنيا، ومكة أشرف البلدان وأفضل البقاع أرض ظهرت على وجه الأرض.


وقال سبحانه وتعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً} فلما خلق الله سبحانه وتعالى طينة مكة على وجه الماء دحى بعدها منها الأرضين وذلك قوله عز وجل {والأرض بعد ذلك دحاها}.


وروي: أن الطيور كلها لا تطير فوق الكعبة تعظيماً لها.


وإن مكة والمدينة لا يدخلها الدجال ومحفوظة من الطاعون، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الدجال لم يبق منهل إلا وطئه، إلا مكة والمدينة، فأن كل نقب من أنقابها ملكاً يحفظها من الطاعون والدجال

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *