في رحاب فاطمة الزهراء عليها السلام

ليلة زفاف فاطمة (ع) ومراسمها

  • ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصحاف فملئت، ووجه بها إلى منازل أزواجه، ثم أخذ صفحة وجعل فيها طعاماً وقال: هذا لفاطمة وبعلها، حتى انصرفت الشمس للغروب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،: يا أم سلمة هلمي فاطمة، فانطلقت فأتت بها فاطمة وهي تسحب أذيالها، وقد تصببت عرقاً حياء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فعثرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة، فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها على علي عليه السلام[1].
    – في حديث: فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجبةً[2] فإذا بجبرئيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً، فقال النبي (ص) ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فكبر جبرئيل ووكبر ميكائيل، وكبرت الملائكة، وكبر محمد (ص) فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.[3]
ومن لها وجه كوجه القمرفاطمة خير نساء البشر
بفضل من خص بآي الزمرفضّلك الله على كل الورى
أعني علياً خير من في الحضرزوّجك الله فتىً فاضلاً
كريمة بين عظيم الخطرفسرك جاراتي بها إنها

وكانت النسوة يرجعن أول بين من كل رجز ثم بكّبرن ودخلن الدار.

فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف، نزل جبرئيل وقال: يا محمد أن الله يقرئك السلام وأمرني أن اسلم على فاطمة وقد ارسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر، فلما بلغها السلام وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله صلى الله عليه وآله بالعباءة، ولفها جبرائيل بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار، فلما جلست بين النساء الكافرات ورفع جبرئيل جناحه، ورفع العباءة، وإذا بالأنوار قد طبقت المشرق والغرب، فلما وقع النور على أبصار الكافرات خرج الكفر من قلوبهن واظهرن الشهادتين.[4]

نظرة عامة حول زفاف اليوم

لا يوجد أجمل وأمتع من هذا اليوم على قلب الفتاة حينما تُهدى إلى شريك العمر، وتفارق فيه البيت الذي شهد على قفزاتها هنا وهناك وعلى لهوها مع أخوتها وأخواتها، ذكريات تمتزج بدموع الفرح والوداع معاً.

إنها تسهم وتحلق بخيالها في عالم جديد لم تعرف اسراره بعد، ولم تحط جداً بما تخبأه لها الأيام من سعادة وشقاء. وكيفما كان فسوف تدخل عروسنا القفص الذهبي بعد أن عاشت معظم فصوله في فترة الخطوبة المفعمة بالدلال والمداراة من الخطيب، والهدايا المتنوعة من هنا وهناك، رسالة غرام في يوم من الأيام وخاتم ذهبي، أو جولة من ساحل بحري، أو تسوق في معرض الإكسسوارات والشنط اليدوية، وعتاب وزعل ومخاصمة على أتفه الأسباب ولا يوجد فارق كبير في الحقيقية بين فترة الخطوبة والدخول. لأن وسف يجد فقط هو التحضير لوجبة الغذاء والدخول للمطبخ هذا إذا كانت بالفعل تلميذة لأفنان الزياني والقيام بشئون الزوجية وإنجاب الأطفال.

وبعد أن زركشت المزنية وجهها بالكريمات والبودرات كأنها لوحة في يد فنان، والشعر المفلفل بالاستشوار. تلبس فتشاك الزواج الذي يفوقها وزناً بعشرات المرات كأنه خيمة رمضانية.

يُذهب بها إما إلى مسرح الفندق و صالة (الصدفة أو البركة). وإما إلى “الحسينية” والآن عزيزي القارئ ننتقل بك إلى هناك… وبالله المستعان في شرح أحوال النسوان؟!

ظواهر غير محمودة في هذا الزمان

وإذا كان الشارع المقدس قد أفسح المجال في ارتكاب المباح، فإن في ذات الوقت يشدد الإنكار والنكير في تحويله إلى القول والفعل الحرام وهذا ما نعانيه بأم أعيننا من ظواهر قد أصبحت في نظر البعض جزءاً من تلك المراسم، وإلا فلا تعد مظاهر بهجة وفرح وسرور.

أولاً: الغناء في الأعراس

وقد أجاز الفقهاء بشروط، لا نراها متوفرة فيما يصنع في الأعراس، بل هي أشبه بمجالس اللهو والطرب، إن لم تكن هي بعينها مع ما يرافقها من تهتك وضرباً للقيم الإسلامية الرفيعة لا ترقص والخفة، والكلام الفاش، واستعمال الآلات الموسيقية كالدفوف والطبول، أو شريط كاسيت لأحد الصائعين أو الصائعات من دنيا الفن، بالإضافة لآخر صرعات الموضة من الملابس الضاغطة والترويج لشركات المكياج العالمية.

ثم لقد استعاض الناس اليوم من الأغاني الهابطة، بدلاً من الأهازيج والأناشيد من مواليد الأئمة الأطهار، ومدائحهم، والتبرك بذكرهم. فأجر المغنية سحت كما في الروايات المعصومية، والمعطي لها معين على الأثم ومع بالغ الأسف، فإن ذلك يتم في حسينية تابعة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام.

فما هو الموقف الشرعي للمرأة المؤمنة في ظل تلك الأجواء؟

هل تغلّب الموقف الشرعي على الموقف العاطفي أم العكس؟

للإجابة على هذين السؤالين نقول:

أن تغليب الموقف الشرعي المتمثل في عدم الحضور هو الموقف المطلوب وهي مسألة حاسمة لا تحتاج إلى مزيد رؤية أو تكفير، وإن المحافظة على العلاقات الإجتماعية كصلة الأرحام لا تتحقق في المقام. وإن الحضور يعني إضفاء الشرعية والرضا بما يحصل وربما تحقق عنوان الإيمانة وكما في المثل البحراني “لو خُليت خُربت” فإنه يوجد في المقابل نساء مؤمنات لا يرضين بمثل هذا الوضع.

وكذلك يوجد عندنا “ملايات” لا يعرفن إلا الجلوات والمدائح للأهل البيت عليهم السلام وبعيداً عن حال أهل الفسوق والفجور “عتيق الصوف ولا جديد البريسم”.

إذن كل الأمر يرجع إلى العروسين في الأساس.

فبإمكانهما الجعل من حفل زفافهما بؤرة فساد وموطناً للشياطين وحفيها يسلبان البركة، وربما حلّت بهما المصائب.

وبإمكانهما الجعل من حفل زفافهما مشمولاً بالبركات، وحلقة وصل لإلتقاء المؤمنين والأرحام. وفي جوٍ إيماني جميل.

والحمد لله رب العالمين

سيد جميل المصلي

21شهر رمضان 1423هجرية

27/11/2002ميلادية


... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *