قِفْ للمعلمِ سامعاً شكواهُ
فالهمُّ أضناهُ وهدَّ قِواهُ


دعهُ يبثُ منَ الحشاشةِ ما يسُمُّ
بهِ الفؤادُ لما ترى عيناه


دعهُ يُفضْفِضُ عنْ همومِ فؤادهِ
في يومهِ فلربما صافاه


دعهُ يقولُ فيومهُ يومُ العُلا
ولقدْ تجمَّل مُكْرماً إيّاه


يا يومَنا أينَ الكرامةُ والنهى
والمُبْصرُ الهادي انطفتْ عيناه


ومكانةُ الشيخِ الذي منْ أجلِ غيرهِ
عمرهُ في الهمِّ قدْ أفناه


أتُراهُ قدْ عرَكَ الزمانَ مُطوِّعاً
ليُحققَ الآمالَ في أبناه


ثمَّ اعتراهُ الضيمُ فانقضَّ الزمانُ
عليهِ حتى باتَ مِنْ قتلاه


متناسياً ما كانَ يُعطي منْ محيّاهُ
ولا يرجوا سِوى مولاه


وعَدَتْ عليهِ العادياتُ فحطَّمتْ
صبرَ الصبورِ وقُيِّدتْ يُمناه


وغدا كخدّامٍ عليهِ أنْ يُطيعَ
وطِفْلُهُ يأْمُرْهُ أو ينهاه


فُهُوَ المطيةُ للجميعِ وأمرهُ
بينَ الجميعِ مشتتٌ مأواه


يومُ المعلمِ لا يُعدُّ فضيلةً
إنْ تُخرس الأقلامُ و الأفواهُ


يومُ المعلمِ لا يُعدُّ فضيلةً
إلا إذا كانَ الوفا جدْواه


يومُ المعلمِ لا يكونُ فضيلةً
إلا إذا كانَ العطا ذكراه


يومُ المعلمِ لنْ يكونَ فضيلةً
والعلمُ لمْ يجدْ الهدى مرماه


أأُخيَّ يا مَنْ بالجهادِ عرِفْتهُ
وبدربِ كلِّ الأنبيا رِجلاه


اليومُ يومُكَ لا تكنْ متكاسلاً
أنتَ العظيمُ وقدْ رعاك الله


فلكَ الحقوقُ وكلُّ حقٍ في الورى
لولاكَ ما قانونُهمْ أنماه


أنتَ المربِّي في الرجالِ ومَنْ بَنَوْا
يا مَنْ تعذَّرَ أنْ يُرى أقصاه


أنتَ البناءُ وروحُ كلِّ حضارةٍ
يا شَهْدُ يا مّنْ عِشْقُهُ أضْناه


يا مُلهِمَ الإيثارِ يا دربَ الفضائلِ
والهدى وخصومُهُ جهلاه


واحذرْ أخي أنْ تهدمَ الجيلَ الذي
أوصاكَ ربُكَ بالهدى ترعاه


واجعلْ رضاكَ رضا الإلهِ
ومنْ له كلُّ الرِضا وهو الذي نخشاه

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *